Skip to Main Content

History of Qatar / تاريخ قطر

QATAR NATIONAL DAY 18TH DEC

الموروثات الشعبية الإجتماعية

الاحتفالات والمناسبات الشعبية

الفولكلور مصطلح مركب ابتدعه الباحث الانجليزي وليم جون فونر عام 1846 ليحل محل المصطلح القديم الموروثات العامة، ويعني ابداع الشعب ضمن مرحلة معينة من تاريخه عبر الأجيال. دراسة للباحثة الدكتورة حصة الرفاعي تضمنها كتاب بعنوان (المأثورات الشعبية ـ النظرية والتأويل) والصادر عن دار (المدى) للثقافة والنشر. مشيرة الى أهمية الفولكلور في التطوير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع الانساني لكونه حركة دينامية متغيرة تعبر عن فلسفة الانسان وتفاعله الدائم مع ما يستجد من خبرات فكرية ومادية تتراكم عبر الاجيال فيكون مصدراً ثراً من تراث شعبي جدير بالبحث والتصنيف وإلهام الأدباء والكتاب من خلال هذه المأثورات الشعبية ونقوشها وزخارفها التي تزين نصوص الأدب والفن.

دراسة للباحثة الدكتورة حصة الرفاعي تضمنها كتاب بعنوان (المأثورات الشعبية ـ النظرية والتأويل) والصادر عن دار (المدى) للثقافة والنشر.

 

النافلة 

دق وطحن الحبوب في النصف من شعبان

احتفالات طحن و دق الحبوب السنوية في المجتمع القطري / تأليف كلثم علي غانم الغانم.اضغط على الصورة أعلاه

 

 

النافلة تراث قطري أصيل يشيع فضائل الأخلاق ويقاوم الاندثار

 

ليلة النافلة،هي ليلة مفرحة للكبير والصغير تأتي مرة كل عام قمري، ابتهاجا بقرب حلول شهر رمضان الفضيل والتحضير له بشتى أنواع الطاعات من صيام وصدقات وإدخال البهجة والفرحة على قلوب الأقارب والجيران.

ويحتفل أهل قطر كل عام بليلة النافلة التي تصادف النصف من شهر شعبان ، ويتزين الأطفال من كلا الجنسين بأجمل الثياب التقليدية، ويعيدوا الروح إلى فرجانهم التي اشتاقت إلى أصواتهم الندية، حيث يرددون "يا النافلة يا أم الشحم واللحم.. يا رافعة اللي عطا واللي رحم، يا أهل الكرم ، زيدوا العطا تزيد النعم"، هذه هي الأهزوجة الشعبية التي تتوارثها الأجيال احتفالا بتلك الليلة، واحياء لهذه العادة التقليدية التي تنشر البهجة في النفوس.

وتتجهز نسوة الحي بإعداد ما لذ وطاب مما تزخر به المائدة القطرية، في حين أن أخريات يملأن سلالهن بالمكسرات في انتظار قدوم الأطفال إلى منازلهم لتوزيعها عليهم ومشاركتهم فرحتهم بتلك الليلة التراثية.

وأكد عدد من الباحثين في التراث القطري على أهمية التشبث بموروثنا الشعبي وعاداتنا وتقاليدنا العريقة، التي لا تخالف الشرع أو الدين، بل هي داعمة له وحاثة عليه.

وفي هذا الصدد يقول خليفة السيد الباحث في التراث القطري في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا": "إن منتصف شعبان في قطر معروف عندنا ونحتفي به، ونطلق عليه "النافلة"، حيث يجتمع الصغار عصرا، وهم يرددون الأهزوجة المتوارثة "يا النافلة يا أم الشحم واللحم.."، ويطوفون على بيوت الفريج، ويعطونهم بعض المكسرات التي نسميها "القريضات"، من جوز ولوز ونخي "حمص"، كما أن أهل الفريج "الحي" كانوا يجهزون كل شيء، استعدادا لشهر رمضان الفضيل من قبيل الطحين والحب لتجهيز عدد من الأكلات، وليس مثلما عليه الأمر الآن، إذ إن كل شيء جاهز في البقالات والأسواق الكبرى والقليل من يجهز في بيته".

وأكد خليفة السيد، أن هذه العادة التراثية الحميدة لا تزال مستمرة في المجتمع، حيث يتهادى الجيران فيما بينهم ما يطبخونه من أكلات شعبية مال الهريس والخبيص" والساقو" والثريد" أوالعصيد، إذ لاتزال تلك اللحمة وذلك الترابط قائمين، منوها بأن البعض يوزع على الأسر مؤونة شهر رمضان والتي غالبا ما تتكون من سكر و عيش "أرز" ، وبلاليط "شعيرية" ، وبهارات ، ودهن "سمن" وطحين " دقيق"، وذلك تعميقا لروابط الأخوة والتكاتف والتآزر فيما بين أفراد المجتمع.. لكنه سجل أن طواف الأطفال في الفريج خلال هذا اليوم، هو الذي لم نعد نرى له أثرا، وكأن تلك الأهزوجة التراثية توقفت للأبد.

ولفتت الباحثة ظبية السليطي، إلى أن لهذه العادة التراثية دورا كبيرا في جعل شهر الصيام محبوبا لدى ابنائنا الصغار واستقباله بشوق وفرح ، بالإضافة إلى إشاعة فضائل الأخلاق مثل التضامن والتزاور والتآلف بين أبناء المجتمع.

وتابعت: كان من عادة أهلنا صوم يوم النصف من شعبان وطبخ أنواع من المأكولات الرمضانية في هذا اليوم وتوزيعها على الجيران والأهل والأصحاب قبل موعد الفطور بفترة كافية، وكان الأطفال هم من يقوم بتوزيعها، ولذلك تكون الموائد عامرة بما لذ وطاب من الطبخات الرمضانية في كل بيت لأنهم يتبادلونها بكل طيب نفس حتى ولو كانوا أغنياء فالكل للكل ولا فرق بينهم.. الغني يقبل من الفقير والفقير لا يشعر بأنه أقل من غيره لأنه يعطي كما يأخذ حتى ولو كان عطاؤه قليلا، كانت الناس تقبل أن تأتيها اطباقا صغيرة من قلوب صافية ويد سخية معطاء.

ولفتت إلى أن وجبات النافلة كانت - وما زالت - تحتوي في معظمها على اللحم البقري ولحم الأغنام، ولذلك قيل في أنشودتها :يا النافلة يا أم الشحم واللحم، ومن خلال هذه الأنشودة تتضح ‏لنا الأهداف الأساسية من النافلة: تواصل وعطاء ورحمة لشكر نعم الله سبحانه وتعالى.

وأشارت إلى أن الهدف من إحياء هذه الليلة "النافلة"، هو تقديم هدية تتمثل في توزيع عدد من الأطعمة التراثية مثل "اللقيمات والهريس والعصيدة والزلابيا وغيرها"على سكان الحي "أهل الفريج" والجيران وعلى المحتاجين والفقراء، وهي عادة نبيلة جدا تعبر عن الأخوة والجيرة الطيبة والتكافل الاجتماعي الذي كان ومازال من أهم القيم التي يتميز بها المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع الخليجي بشكل خاص.

وبالنظر إلى مد الحداثة الذي يحاصر كل ما هو تقليدي، نبهت الدكتورة خولة مرتضوي، إلى أن مثل هذه العادات الاجتماعية آيلة للاندثار شيئا فشيئا إذا لم تحرص المؤسسات الاجتماعية، المعنية بإحياء الموروث الاجتماعي ليبقى حيا في وجدان المجتمع ما استطاع سبيلا.

للمزيد اقرأ المقال في وكالة الأنباء القطرية

 

 

 

 

Subject Guide

Profile Photo
Asmaa Nasir
Contact:
Tel +974 44036364

asmaa.nasir@qu.edu.qa
097444036364
Website