يأتي الاحتفال باليوم الوطني في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام
وهو تاريخ تولي المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني
مؤسس قطر الحديثة الحكم في البلاد في عام 1878
ماذا تعني كلمة "الأدعم"؟
معنى "لدعم" عند القطريين منذ القدم هو اللون الأحمر الغامق أو الداكن وهو بيرق المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله.
ويتفرّد العلم القطري بلونه الأحمر الأرجواني الذي فتن الحضارات القديمة، ولا يزال تراثها الثقافي يعدّه رمزًا للهيبة والوقار وعلو المنزلة، ومن أشرف الألوان وأعلاها مرتبة، كما يتفرد عن أعلام دول العالم عامة، وبشكل خاص عن أعلام الدول العربية التي يربطها بقطر الدين، وأواصر الجوار، والقربى والنسب، فجميعها تقريبًا يشكّل اللون الأحمر جزءً من أعلامها.
ويعود تاريخ اللون الأحمر الأرجواني إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد ارتبط تاريخ اللون الأحمر الأرجواني بالفينيقيين (من سلالة الكنعانيين) في الجزيرة العربية، وقد اشتقت كلمة فينيقي من الكلمة الإغريقية "فينكس" ومعناها الشعب الأرجواني اللون. وجزيرة (بن غنّام) كانت مصدر هذا الصبغ الأحمر الأرجواني، وتقع هذه الجزيرة الصغيرة بالقرب من الخور، وعلى بعد 40 كيلو مترًا من الدوحة. وتحت تأثير أشعة شمس الصحراء الحارقة يجفّ الصبغ الأرجواني ويتحول إلى اللون الأحمر الأرجواني (العنابي).
وقد انتبه الشيخ محمد بن ثاني مبكرًا إلى ضرورة توحيد القطريين تحت راية واحدة، وطرح توحيد جميع الرايات براية لونها الأحمر الأرجواني لعلمِه بارتباط هذا اللون بتاريخهم وبيئتهم. وبعد التشاور بين الجميع اقتنع القطريون بالفعل بطرح الشيخ محمد بن ثاني وتقبلوا هذه الراية، وأضافوا اسم قطر عليها، وأطلقوا على رايتهم الموحَّدة اسم "الأدعم"، ولعلَّ رفعَ علمٍ موحَّدٍ للقطريين للمرة الأولى في تاريخ قطر ألهم الشباب القطري، وعلى رأسهم الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني بحلم إنشاء الدولة.
في أبريل من عام 1932، قررت البحرية البريطانية أن يكون لقطر علم مميِّز لها، فتم اقتراح أن يكون العلم القطري باللون الأحمر، ولكن بتسعة رؤوس (قطر العضو التاسع في اتفاقية الساحل المتصالح)، ولكن قطر رفضت استخدام اللون الأحمر، واستبدلته بلونها الأحمر الأرجواني الذي تفتخر وتعتز به على مرِّ التاريخ، وأبقت على الرؤوس التسعة مع إضافة الماسات ذات اللون الأحمر الأرجواني لتفصل بين كل رأس وآخر، كما أضافت اسم قطر باللون الأبيض على الخلفية الحمراء الأرجوانية.
وفي عام 1960، قام حاكم قطر في حينه الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني -رحمه الله- بتغيير طفيف حيث أبقى اللونين الأبيض، والأحمر الأرجواني و الرؤوس المسننة، ولكن من دون كلمة قطر والماسات. وظلت قطر - منذ ذلك الحين - ترفع العلم الحالي.
ولذلك فإن الجزء الأحمر الأرجواني في علم قطر، يتوافق مع تاريخ قطر، وبيئتها وبُعدها الحضاري، وكان إصرار القطريين على رفعه من هذا المنطلق. في العام 1971، انضمت قطر للأمم المتحدة، وذلك في أعقاب إلغاء اتفاقية الحماية البريطانية. ورفع علم قطر بلونيه التاريخيين الأحمر الأرجواني، والأبيض.