Skip to Main Content

History of Qatar / تاريخ قطر

QATAR NATIONAL DAY 18TH DEC

دولة قطر الحديثة

 

مشجرات أسرة آل ثاني القديمتان من عمل عبدالبديع صقر في عهد الشيخ أحمد بن علي والشيخ خليفة بن حمد

 

رسالة رقم ١١١ بتاريخ ١٨٦٨ من المقدم لويس بيلي، المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي، في كراتشي إلى سكرتير الحكومة، الإدارة السياسية في بومباي [ظ‎‎٣‎٣] (١٦/٨)

ويظهر في الرسالة اسم الحاكم الأول لدولة قطر الشيخ محمد بن ثاني ويشار اليه شيخ قطر وبالانجليزية Gutter

 

في بداية القرن الثامن عشر نزحت أسر وقبائل كثيرة من نجد إلى قطر بسبب سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، وكانت موانئ قطر في ذلك الوقت تمثل مناطق جذب لأبناء وسط الجزيرة العربية بما تتميز به من ازدهار ورواج تجاري.

وتشير المصادر التّاريخية إلى أن أجداد آل ثاني هاجروا من أشيقر بمنطقة الوشم في نجد واستقروا في بلدة يبرين إلى الجنوب الشرقي من شبه جزيرة قطر، ومن هناك انتقلوا إلى "اسكك" في جنوب البلاد، ثم ارتحلوا شمالا إلى الرّويس وفويرط، ثم إلى الزبارة حيث ولد الشيخ ثاني بن محمد، إلى أن استقرت الأسرة في الدوحة وتولت الحكم وتأسيس إمارة قطر.

ولم تكن القبائل التي استقرت في شبه الجزيرة القطرية، حتى أواسط القرن التاسع عشر، في وضع سياسي متماسك يساعدها على إقامة إمارة. إلا أن قوة آل ثاني نمت في هذه الفترة واتسعت ثروتهم من تجارة اللؤلؤ وتعزز مركزهم الاجتماعي والمالي، فتمكنوا من توحيد القبائل وقيادة البلاد في ظل ظروف مضطربة تمثلت أساسا في الصراع البريطاني العثماني للسيطرة على المنطقة.

وكانت الأسرة قد استقرت في الدوحة عام 1848، واستتب الأمر للشيخ محمد بن ثاني الذي تَزَعَّمَ عشيرته بعد وفاة والده، وبسط نفوذه على مختلف أنحاء البلاد، موحدا القبائل القطرية تحت راية واحدة.

ويعود نسب آل ثاني إلى المعاضيد وهم عشيرة من الوهبة إحدى بطون حنظلة بن مالك من بني تميم.

وثاني جد الأسرة هو ثاني بن محمد بن ثامر بن علي بن سيف بن محمد بن راشد بن علي بن سلطان بن بُريد بن سعد بن سالم بن عمرو بن معضاد بن ريّس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وُهَيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سُنَيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة ابن أبي سُود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مُرّ بن أُدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مَعدّ بن عدنان.

 

مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد ال ثاني

 

 

الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني

1878 - 1913

 

 

مؤسس قطر وبانيها، كان قائدا عسكريا وقاضيا مفتيا، كما كان فارسا شاعرا، وصاحب نخوة وشهامة. خاض حروبا عديدة للدفاع عن قطر، ولم تثنه المخاطر عن اقتحام الصعاب وردع الظلم وإجارة المظلوم.

ولد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في حدود عام 1242 هـ / 1827 م، ونشأ في "فويرط" بالشمال الشرقي لقطر، وهناك تعلم القرآن وعلومه والفقه والشريعة، وآداب الفروسية ومهارات الصيد والقنص.

وفي عام ١٨٧٦ تولى إدارة الحكم في قطر إلى جانب والده الذي تقدمت به السن. وفي 18 ديسمبر 1878 خلف والده على الحكم، بتأييد شعب قطر، فتمكن من تثبيت دعائم الحكم الوطني بزعامة آل ثاني.

وفي السنوات الأولى من حكمه وجه الشيخ جاسم جهوده إلى توحيد أهل قطر بتعميق الانتماء الوطني والتأكيد على أهمية التلاحم والتآلف بين مكونات الشعب. وأولى اهتماما بالغا بالتعليم، فأنشأ الكتاتيب وجلب الفقهاء، وقام بإعمار المساجد، وكان يلقي الدروس ويفتي ويقضي بين الناس.

واهتم بتطوير الموانئ البحرية وبناء السفن وتعزيز تجارة اللؤلؤ، حتى أصبحت قطر من أكبر مصادر اللؤلؤ في المنطقة، وتوطدت علاقاتها التجارية مع الهند وسواحل إفريقيا الشرقية، فتوفرت فرص العمل وتحسنت ظروف الحياة، وتوسع العمران وازداد عدد السكان.

وعلى المستوى الخارجي، كان الشيخ جاسم نصيرا قويا للخلافة الإسلامية ومن أكثر الزعماء دفاعا عنها، رغم كل الضغوط التي واجهته، وقد توطدت علاقته بالسلطة العثمانية فمنحته منصب قائم مقام، وهو منصب إداري عسكري، كما منحته بعد ذلك رتبة قابوتشي باشي، وهي رتبة تشريفية عالية، اعترافا بسلطته الفعلية وزعامته لقبائل قطر.

لكن إصرار العثمانيين على التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لقطر، ورفض الشيخ لأي مساس بمصالح البلاد وأهلها، أدى في نهاية المطاف إلى مواجهة عسكرية انتهت بانتصار حاسم للشيخ جاسم في معركة الوجبة الشهيرة عام 1893.

وقد ترتب على ذلك عزل والي البصرة، الذي كان قائدا للحملة، وتحميله مسؤولية ما جرى، وعادت علاقة الشيخ جاسم بالدولة العثمانية إلى ما كانت عليه من ود وصفاء.

وقد شكلت معركة الوجبة علامة بارزة في تاريخ قطر، وبرز الشيخ جاسم بعد هذه المعركة شخصية هامة في الخليج، وقوة فاعلة للسياسة القطرية إقليمياً.

وقد كان الشيخ جاسم فارسا شجاعا مالكا لإرث عريق من تقاليد الحرب والفروسية العربية، مشهودا له بحنكة رجل الدولة السياسي الاستراتيجي والقائد العسكري الميداني، خاصة وأن فترة حكمه تزامنت مع وجود قوى إقليمية كبرى متصارعة على النفوذ. وهو يعد في دوره التاريخي لتعزيز الاستقلال، مؤسس دولة قطر.

وهو إلى ذلك شاعر وله ديوان شعر نبطي خلّد فيه مآثره، وهو مصدر لسيرته ومسيرته في مرحلة فاصلة من تاريخ قطر.

ومن أشهر قصائده "كعبة المضيوم" التي يقول فيها:

ويلومني العذّال على مطلب العُلا
ويلومني من لا هواي هواه
وحْن كعبة المضيوم إلى ما وزابنا
نجيره ولا نرضى بغير رضاه
وكم قد دهتنـا مـن خطـوب ملمـة
ولا لينـت مـنـا صلـيـب قـنـاة
صبرنا علـى صكّـات بقعـا فعاننـا
إله عـلا مـن فـوق عـرش سمـاه
شابـت عوارضنـا وجهلت قلوبنا
ولا شايـب إلا مـن يشيـب نـبـاه
على نصر مظلوم وعلى قمع ظالم
ومقام حق في رضا الإله

وكان متابعا للأحداث التي تجري في بلاد العرب، وله صلات عديدة مع رواد الفكر المستنير، كما كان رحمه الله مهتما بمجالسة العلماء ونشر المعارف وطبع الكتب وتوزيعها، وقد أنفق كثيرا على الأوقاف وأعمال البر، وما يزال بعض أوقافه قائما حتى وقتنا الحالي في كثير من بلدان المسلمين.

وقد وصفه الزركلي (في الأعلام) بالشجاعة والفصاحة والحزم والعلم.

وقال عنه الشيخ محمود شكري الألوسي في "تاريخ نجد":
"وهو من خيار العرب الكرام، مواظب على طاعاته مداوم على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مَبرّات كثيرة على المسلمين.. وله تجارة عظيمة في اللؤلؤ، وهو مسموع الكلمة بين قبائله وعشائره، وهم ألوف مؤلفة."

ويعد تاريخ تسلمه مقاليد الحكم (يوم 18 ديسمبر 1878) يوما فاصلا في تاريخ قطر الحديث وهو اليوم الوطني الذي تحتفل به الدولة كل عام.

توفي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني ليلة الجمعة 13 شعبان 1331 الموافق 17 يوليو
1913.

 

 

 

قالو عن الشيخ قاسم

 

 

موهبة في القيادة

يروي الرحالة البريطاني وليم بلجريف الذي زار قطر في عام 1279هـ 1862م، بأنه عندما التقى الشيخ جاسم في ذلك العام، لاحظ ظاهرة واضحة في الرجال الذين كانوا يلتفون حول الشيخ جاسم أنهم يحيطونه برابط متين من الألفة رغم تنوع قبائلهم، هذه الشهادة تظهر بجلاء طبيعة العلاقة التي كانت تربط بين الشيخ جاسم وأبناء قطر، وتؤشر من خلال الوصف قوة تأثير شخصية جاسم في أبناء القبائل القطرية، وهي الدلالة على نضوج وتبلور فكرة التعاضد والوحدة التي كان جاسم قد بدأ يحصد ثمارها بفضل فكره وكرم أخلاقه، وتبلور فكرته وفكره السياسي الساعي الى توحيد القبائل القطرية، وهو في سن الخامسة والثلاثين.

بمرور الأيام والخطوب على قطر وأهلها، لمع نجم الشيخ جاسم وتوسعت شعبيته، بفضل ما آتاه الله من علم وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة، استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه ويجمع شتاتها، بعدما الف بين القلوب، فاجتمعت على محبته وذلك بما آتاه الله من عقل وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة.. محبة وطاعة وولاء تجلى بشكل واضح في تحديه لمختلف القوى التي أرادت أن تنال من قطر ومن أهلها، الذين التفوا حوله بقبائلهم فتقدمها، وانضوت تحت لوائه، فوحد شتاتها راسماً مستقبلها، وبفضل ذلك التوحد استطاع الشيخ جاسم حماية الحدود، وتأمينها، فبرزت قطر في المنطقة ككيان مستقل، فقد قضى حوالي خمسين عاما من عمره في قيادة شعبه، نجـح في توجيه الدفة، بسياسة حكيمة متعقلة، كتب لها النجــاح في خضــم بحر مائج بالأحـداث والمتغيرات والضغوطات الدولية والإقليمية، التي كانت تحاول بسط سيطرتها على البلاد، بسلسلة أحداث ستبقى جزءًا من تاريخ البلاد، وسيظل يذكرها أبناء قطر كأيام مجيدة من تاريخهم.

شجاعة في مواجهة الأعداء

عندما نتذكر المؤسس نتذكر شجاعته في مواجهة المعتدي والتصدي له بعنفوان الشباب متسلحاً بإيمان بالله لا يتزعزع، كما نتذكر هبٌته لنصرة المظلوم ومعه هب أبناء وطنه في مواجهة الظلم، وعندما حيل بينه وبين وطنه، وسار الناس من أجله مضحين بحياتهم فداءً له، وسالت دماؤهم من أجل فك أسره، ولا زلنا نتذكر معاناتهم من أجل الثأر له، لقد نصرهم فنصروه وجاهد من أجلهم فعاضدوه.

وعندما نتذكر المؤسس، نتذكر قائداً غيوراً على الوطن وحرمته، والذود عن كرامته، ورد كل معتدٍ وطامع فيه، فعلى مر الأحداث والمواقف التي شهدتها مراحل التأسيس، ظل الشيخ جاسم مثالاً للقائد الفارس والمفاوض الحكيم، ولعل فيما جرى بينه وبين العثمانيين خير دليل على الحنكة السياسية والعسكرية التي كان يتمتع بها الشيخ جاسم. ففي مارس 1893 وبينما كان الشيخ جاسم قد شارف السبعين، رفض وبإصرار، كل محاولات العثمانيين، زيادة نفوذهم في قطر، ورغم الضغوطات ورغم فارق القوة والعدد بين الطرفين، فقد ثبت الشيخ جاسم على الحق، واستعد بإيمانه وولاء شعبه، لخوض معركة الوجبة التي فرضت عليه، فخاضها حتى تحقق للقطريين النصر، وهُزم العثمانيون في تلك المعركة التي شكلت بنتائجها نقطة فاصلة في تاريخ قطر الحديث، بما برهنته عن القطريين من صور الثبات، والعزم، ووحدة الصف والكلمة خلف قائدهم الشيخ جاسم، الذي أثبت بقراره وبانتصاره، حنكته في القيادة، وقوة استقلالية القرار القطري.

ــحكمه وعدله وثقافته

باستقرار الأمور وسيادة قطر على أرضها بدأ الشيخ جاسم مشروعه للنهوض بالبلاد، فقام ببناء المساجد والمدارس، واستضافة العلماء، وطبع كتب الفقه على نفقته، وأمر بتوزيعها داخل قطر، وفي البلدان الأخرى، دليلا على حبه للعلم وايمانه بدوره في نهوض الأمم والشعوب.

تميز عهده رحمه الله بانتشار الأمن والعدل والرخاء. وشهدت البلاد ازدهارا في أعمال الغوص على اللؤلؤ وتجارته. حتى أصبحت قطـــر من أكبر مصدريه والمتعاملين به. وتضاعفت أعداد السفن العاملة في ميادين التجارة والغوص والنقل. وتنوعت الأعمال، وراجت الأسواق وازدادت أعداد السكان فتوسع العمران وانتشر.

كما كان ناصراً للمظلوم، وساعياً لفك اسر من يلجأ إليه، ومفرجاً للكرب، ومعتقاً للعبد، وهو في كل ذلك لا يبتغي غير مرضاة الله، ولم يخضع لغير ه، ثائراً من أجل دينه ومدافعاً عن وطنه.

فصدق قول الآلوسي فيه: " كان من خيار العرب الكرام مواظبا على طاعاته، مداوما على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مبرات كثيرة على المسلمين " فعلت مكانته بين الناس جميعاً، فقد كان على حد قول سليمان الدخيل: "مسموع الكلمة عند العرب مهابا عند الرؤساء والأمراء نافذ القول، دأبه الإصلاح ولم يسع في أمر إلا أتمه الله على يديه وأعماله كلها خالصة لوجه الله تعالى".

تدينه وتقواه

كان رحمه الله رجلاً متديناً نقياً، على جانب عظيم من التقوى ومخافة الله، شديد الخشية لله، عادلاً في أحكامه وأقضيته. كما كان رحمه الله صاحب عقيدة، بعيداً عن البدع والمحدثات، عابداً تقياً، محافظاً على الصلاة يتحين أوقاتها فيجلس من بعد صلاة الفجر في مصلاه يذكر الله تعالى ويسبحه حتى طلوع الشمس فيقوم فيصلي ركعتين وكان يؤم الناس في صلواتهم، ويخطب بهم الجمعة، وإذا خطب أذهل السامعين، وجلب قلوبهم إليه، وهو من أركان العربية وأنصارها، ويباشر بنفسه تعليم الناس، كما يباشر بنفسه القضاء والفصل في المنازعات بين مواطنيه. وقد ختم حياته وهو يردد كلمة التوحيد.

أما عن صفاته البدنية وملامح شخصيته رحمه الله، فقد وصفه من رآه بأنه كان رجلاً طويلاً فارع الطول؛ وكان يؤم جماعته في صلاة الجمعة والجماعات، ويرى من الصفوف الأخيرة في المسجد.. وكان خفيف العارضين متين العظام، حسن الهيئة في بساطة، مهاباً جليلاً. قوي الشكيمة حازما ذا عزم وتصميم، ورجلاً من أفذاذ الرجال الذين قلما يجود التاريخ بأمثالهم.

ـ حبه للعلم والعلماء

عرف عن الشَّيخ جاسم حبه الشديد للعلم والعلماء، فطبع على نفقته الكتب التي تدافع عن الدعوة وتردّ على مناوئيها، واشترى عددا آخر من الكتب المطبوعة في نفس المجال، ووزعها مجاناً على طلبة العلم في شتى الأقطار الإسلامية.

وفي مجال دفاعه عن الدعوة طلب من الشيخ عيسى بن عكاس في سنة 1298هـ/1881م أن يرد على محمد بن عبدالله الفارسي في ثلاث مسائل تتعلق بصفات الله عز وجل، وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستغاثة بالأنبياء والأولياء. ومن ذلك طباعته لكتاب (فتح المنَّان تتمة منهاج التَّأسيس رد صلح الإخوان)، تأليف الشَّيخ محمود شكري الآلوسي، على نفقته في بومباى بالهند، سنة 1309هـ/1892م،ثم أوقف نسخه ووزعها على العلماء وطلبة العلم، وهذا الكتاب هو إتمام لكتاب (منهاج التَّأسيس) للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ (ت 1293هـ/1876م)، الذي وافته المنية قبل أن يتمه. وقد أرسل الشيخ جاسم مائة نسخة من الكتاب إلى الشيخ الآلوسي مرفقة مع رسالة مؤرخة في 11/10/1310هـ (28/4/1893م).( )

كما أنَّ الشَّيخ جاسم اشترى مجموعة من نسخ كتاب (التَّوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق) ثم أوقفها ووزعها على العلماء وطلبة العلم، وهذا الكتاب يتناول توضيح حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتصحيح ما أثير حولها من شبهات. ومن جهوده في هذا المجال طباعة وتوزيع الكتب التي تشرح عقيدة السلف مثل كتاب (الإيمان)، لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، و(الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)، له أيضاً، و(الدين الخالص)، لصديق حسن خان، وغيرها.

كان المؤسس رحمه الله يستقطب العلماء وطلبة العلم من أهل السنة من نجد وغيرها للقيام بتدريس العلوم الشَّرعيَّة في المساجد، والقيام بأمر الدَّعوة إلى الله، وتوجيه الناس، ومن هؤلاء العلماء عالم الأحساء وقاضيها الشيخ عيسى بن عبدالله بن عكاس (ت 1338هـ/1920م)،() والشيخ يعقوب بن يوسف (1375هـ/1955م)،() وعدد من العلماء الذين عينهم في منصب القضاء مثل الشيخ محمد بن حمدان الذي تولى القضاء فيها سنة 1285هـ/1868م إلى سنة 1310هـ/1893م، ثم عين بعده الشيخ عبدالله بن أحمد بن درهم من أهل حوطة بني تميم ولا يخفى دور القضاة في ذلك الوقت في تدريس العلوم الشرعية وتوجيه الناس. كما قام الشيخ جاسم بابتعاث بعض طلبة العلم القطريين للدراسة على علماء نجد وأئمة الدعوة، ومن هؤلاء الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن درهم الذي ابتعثه سنة 1313هـ/1895م، لتلقي تعليمه على يد العلامة الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ حولاً كاملاً.

لقد أثمرت جهود الشيخ جاسم، إذ كانت كالغيث الذي أصاب أرضاً طيبة، فكان من نتائج ذلك انعدمت مظاهر الانحراف في شرك العبادة عندهم إلى يومنا هذا. يقول الأديب المؤرخ سليمان بن صالح الدخيل (ت 1364هـ/1945م) عن قطر واصفاً سكانها قُبيل وفاة الشَّيخ جاسم: (وهي مدينة متوجهة إلى التقدم بفضل شيخها الشيخ جاسم بن ثاني وأهلها كلهم على مذهب السَّلف وأحكامهم شرعية ولا توجد عندهم الأشياء المضرة بالدين المخالفة لآدابه الشريفة)، يتضح مما تقدم أنَّ الشيخ جاسم كان من أئمة الدعوة، جاهد في نشرها بنفسه وماله، وكان له جهود فاعلة في نصرتها والذب عنها، وقد ربى أبناءه وأحفاده على ذلك، فسلكوا مسلكه في تقريب العلماء، وطباعة الكتب، وخدمة العلم وأهله.

أوقافه ودعمه لطلبة العلم

لقد أدرك الشيخ جاسم أهمية الأوقاف في الإسلام، ودورها الاجتماعي والثقافي في رعاية الفقراء وطلبة العلم وصيانة المرافق الدينية ودعم وظائفها، فحرص على التصدق بأصول العقارات لصالح عدد من المنافع العامة، وذلك نحسبه والله حسيبه من باب التعبد والتقرب إلى الله سبحانه، ورغبة منه لنيل أجر الصدقة الجارية.

قال المؤرخ سليمان بن صالح الدخيل عن الشيخ جاسم: (وله أوقاف كثيرة في كل البلاد العربية فمن ذلك أن له أربعة أوقاف كبيرة في نجد، وأربعة مثلها في المذنب ومثلها في الأحساء وفي القصيم والبحرين وقطر وغيرها، وهذه كلها تصرف على ما جاء به الشرع الشريف.) ولارتباط الشيخ جاسم الوثيق بنجد وحبه لأهلها فقد أوقف فيها عدداً غير قليل من الأوقاف، عرفنا منها أوقافاً في الدِّرعية، والرِّياض، وحريملاء، والدِّلم، وحوطة بني تميم، وشقراء، وأثيثية، والمذنب، والعِقْلَة. ولا يزال، بفضل الله، ريع عدد غير قليل منها مستمراً إلى اليوم، مستغلاً بالصرف على الجهات التي عينها، ويقوم بنظارة أوقافه اليوم عدد من القضاة أو الوكلاء، وكان رحمه الله يصرف واردات أوقافه على الجوامع والخطباء والأئمة والمؤذنين والمدرسين وطلبة العلم من أهل السنة ورعاية الفقراء وإفطار الصائمين.

كذلك سعى الشيخ إلى تزويد طلبة العلم بنوادر كتب التراث من خلال ما كان يطبع في الهند وغيرها، وكان تركيزه في توزيع الكتب منصباً على طلبة العلم من أهل نجد، فكان يرسل تلك الكتب إلى العلماء الأعلام في نجد وخاصة في مواطن العلم المعتبرة في زمانه كالرياض وحائل وغيرها، فكان من نتائج ذلك أن كوَّن بعض طلبة العلم مكتباتهم الخاصة، خاصة أنَّ الكتب التي كان يوقفها الشيخ جاسم شملت شتى علوم الدين، كالعقيدة وعلوم الحديث والفقه وغيرها من العلوم. ويلحظ الباحث في قائمة الكتب التي وقفنا عليها أثناء البحث دقة اختيار الشيخ جاسم للكتب من حيث التخصص وأهمية الكتاب في التخصص ذاته، فانصب اهتمام الشيخ بشكل واضح على كتب العقيدة والحديث بينما أخذت كتب العلوم الشرعية الأخرى حيزاً أقل من وقفياته.

وجهود الشيخ جاسم في طباعة الكتب وتوزيعها تتم على الرغم من الرقابة الشديدة على حركة النشر، والسيطرة على حركة توزيع المطبوعات المتعلقة بعقيدة السلف بين أقطار الخليج والعالم الإسلامي التي تمارسه في تلك الفترة بريطانيا من جهة، والدولة العثمانية من جهة أخرى ولا تكاد تخلو، في تلك الفترة، مكتبة علمية في بلدان نجد من الكتب التي أوقفها الشيخ جاسم، وقد وقفنا على عدد غير قليل منها دوِّن على أغلفتها وقفيته بخطوط عدد من العلماء والأعيان من نجد، واستقصاء ذلك يطول فحسبنا أن نذكر بعض الأمثلة.

قالوا عن المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني

ــ سليمان الدخيل

" كان الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الأمير في هذه البلاد وهو الخطيب يوم الجمعة، وهو القاضي، والمفتي والحاكم، ومن صفاته أنه إذا خطب أذهل السامعين وجلب قلوبهم إليه، وإذا أعطى فعطاياه جزيلة، وبالجملة فهو من أركان العربية وأنصارها، ومن رجال الإسلام وفحوله".

ــ محمود شكري الآلوسي

" والشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من خيار العرب الكرام، مواظب على طاعاته، مداوم على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مبرات كثيرة على المسلمين".

ــ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام

"عندما تولى الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني إمارة البلاد: توسعت أعمال البلاد، ونشط عمل الغوص فيها، وصار لها ميناء بحري تجاري لتصدير البضائع وتوريدها، فكثر فيها السكان، وتعددت الأعمال، واتسعت البلاد، وتوسع فيها العمران، وصار للعاصمة (الدوحة) قرى وضواحي، وأصبحت دولة مستقلة".

ــ أقوال أحمد العناني

"لقد كان مفتاح السر في شخصية الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني متانة إيمانه بالله وبقدر الله وشجاعته فيما يقر رأيه فيه أنه الحق، وذكاؤه العجيب في تقييم المواقف بحيث انه يعتبر صاحب الفضل الأول في قيام قطر كوحدة إقليمية متماسكة ربما لأول مرة منذ عدة قرون لا مجرد معبر ومرعى لقبائل شرقي الجزيرة العربية "

ــ أمين الريحانى

" إن على الخليج إلى الشرق والجنوب من البحرين من الأرض محاذيا لشاطئ العقير هو قطر، وكان صاحبه الشيخ جاسم بن ثاني، شيخ الأمراء يومذاك سناً وجاهاً

 

 

 

 

وفاة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله

 

 

المحتوى

يحتوي الملف على مراسلات بين المسؤولين البريطانيين في بوشهر والبحرين ووزارة الخارجية في حكومة الهند، وكذلك مع الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، والشيخ أحمد بن محمد آل ثاني والشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني.

الجزء الأول من الملف يغطي علاقات بريطانيا مع قطر من ١٩٠٠ إلى ١٩٠٥ ويشمل: تفاصيل تقديم هدايا لأفراد من عائلة آل ثاني في ١٩٠٠ و١٩٠٣ و١٩٠٤؛ تفاصيل متعلقة بالأنشطة التركية في قطر؛ مراسلات متعددة بين المسؤولين البريطانيين يناقشون فيها أوضاع قطر مع بريطانيا والعلاقات بعد معاهدة مستقبلية محتملة؛ وضع أسرة آل ثاني بوصفها الأسرة الحاكمة في قطر؛ موقف الشيخ أحمد من أخيه الشيخ جاسم؛ ملخص تاريخي قصير لقطر في الفترة من ١٧٦٦ إلى ١٩٠٢ (ورقة ٤٤).

تتضمن صفحات الملف التي تغطي السنوات ١٩٠٥-١٩٠٩ ما يلي: تقرير فرانسيس بيفيل بريدو عن زيارته للشيخ جاسم في الوسيل والشيخ أحمد في الدوحة (البدع) (الأوراق ٤٩-٥٩) في نوفمبر ١٩٠٥؛ تفاصيل عن مقتل الشيخ أحمد في شهر ديسمبر من عام ١٩٠٥ (الأوراق ٦٠-٧٦)؛ الأنشطة التركية في قطر (على سبيل المثال، الأوراق ٩٢، ٩٥، ١٠٢)؛ مرض ابن الشيخ جاسم، عبد الرحمن، في شهر مارس من عام ١٩٠٦ (ورقة ٧١)؛ أنشطة قرصنة متعلقة بأحمد بن سلمان (ورقة ٨٢)؛ علاقات أسرة آل ثاني مع ابن سعود (الأوراق ١١٤-١١٧أ) وأسرة آل خليفة (الأوراق ١١٩-١٢٧).

الصفحات من الملف التي تغطي الفترة من ١٩١٣ إلى ١٩٢٠ تتعلق بما يلي: مرض الشيخ جاسم وموته في شهر يوليو من عام ١٩١٣ وخلافة ابنه الشيخ عبد الله (الأوراق ١٤٧-١٥٦)؛ تفاصيل العلاقات بين أسرة آل خليفة وقطر، خاصة فيما يتعلق بالزبارة (ورقة ١٥٧) والمصالح المتعلقة بصيد اللؤلؤ؛ جولة مقترحة إلى قطر ومنح الشيخ عبد الله وسام منظومة شرف الإمبراطورية الهندية (الأوراق ١٥٧-١٨١).

 

 

وثائق من الأرشيف البريطاني لدولة قطر 

يحتوي الملف على مراسلات بين المسؤولين البريطانيين في البحرين وبوشهر وبغداد ومكتب الهند وحكومة الهند ومع خليل بن إبراهيم كانو

هذه الأوراق بخصوص استفسارات عديدة قدمتها الأميرالية البريطانية بين ١٩٢٩ و ١٩٣٨ بخصوص الأعلام التي رفعها شيوخ قطر والبحرين والساحل المتصالح.
يحتوي هذا الملف على أوصاف وخرائط مبدئية وأعلام عديدة بالإضافة إلى نوع من القماش (ص. ٣٨) يوضح لون العلم الذي رفعه شيخ قطر عبد الله بن جاسم آل ثاني.

للرجوع الى أصل الوثائق المرفقة نرجوا زيارة موقع مكتبة قطر الرقمية للوثائق والأرشيف البريطاني اونلاين

 

وثائق من الأرشيف البريطاني

خريطة قطر [و‎‎٢‎٢‎٧] (٢/١)

 

 

محتويات السجل: خريطة واحدة. يعود تاريخه إلى ١٩٤٢. اللغة أو اللغات المستخدمة: الإنجليزية. النسخة الأصلية محفوظة في المكتبة البريطانية: أوراق خاصة وسجلات من مكتب الهند.